الأربعاء، 4 سبتمبر 2013

عندك واحد غربة هنا و صلحه !

عن أن كل ما مضى هو (حماده) و اللى جاي (حماده) تاني خالص !

الثلاثاء :

قل ما تشاء عن أن المسافة بين بيت أمي و المنيا لا تتعد الثلاث ساعات بأي حالٍ من الأحوال ؛ المسافة ما بين عملي و إقامتى هنا لا تتعد العشر دقائق بل أقل سيرا على الأقدام , لا تسألني أين المشكلة ... لأنني سألتُ نفسي في المرآة صباحا و لم تجاوبني التي تشبهني هناك.
أتذكر صدمتي قليلا حينما تسلمت مفتاح مكتوب عليه اسم ساكنة سابقة للغرفة ؛ الأمر حقيقي اذن ؛ صدمني فراغ المكان من الأثاث ... السرائر مفردة و موغلة في التوحد سريرين لكل غرفة ,, غرفتي واسعة بما يكفي لتصب لي كأس الاغتراب حتى حافته و لا أحد هناك يمنعني من التعاطي ؛ الكتابات على الحوائط تسأل الله النجاح بامتياز في مشروع التخرج !!! و انتهاء مواسم الامتحانات على خير ؛ قالت لي صاحبة المكتبة في الواجهة (أيوة يا دكتورة اتفضلي) و لما تبسمت ضاحكة من قولها (عرفتى ازاي ان انا دكتورة) أجابتني بأنه لا يسكن هنا سوى طالبات الطب او الصيدلة او الاسنان أو الهندسة ..و أنا استثناء جديد للقاعدة كوني أبدو دكتورة و ليس مهندسة و حقيقة اني لا هذه و لا تلك :)
لم يكن ينقصني سوى الغبار و تراب السنين يتراكم على كل سنتميتر مربع ؛ أنا الساكنة الوحيدة لأن الدراسة لم تبدأ بعد و عاملات النظافة لا يبدأن سوى مع بداية الدراسة ؛ ثمة حقيقة لطيفة مفاداها أن تنظيف غرفة مغلقة منذ ما يقرب على ثلاث أشهر هو الحل الحقيقي لسؤال وجودي قديم : كيف سأنام ليلتي الأولى و من أين يأتي النوم ...سيأتي من الإرهاق و هدة الحيل يا غالية !!!


الأربعاء:

ليس الأمر سهلا أبدا ؛ تقول تعليمات  الأمن للأمم المتحدة للعاملين بها , احرص على عدم حمل مبالغ مالية كبيرة (هتيجي منين يا حسرة) ..احرص على السير بطبيعية حتى في الأماكن غير المألوفة لديك ؛ احرص على عدم لفت الانتباه في حال ضللت الطريق و لا تسأل اي عابر بل اسأل صاحب محل او متجر ... لا تجعل نفسك هدفا ....و أنا التي فقدت حاسة الاتجاهات في ظروف غامضة  أستطيع أن اضل طريقي بسهولة الماء في مربع سكني من شارعين متوازيين و بضع تقاطعات .. ليس الأمر صعبا  ..كلا البتة لكني استعذبت أو استسهلت  سؤال الناس و الاستماع الى حرارة وصفهم ... متبوعين بنظرة شفقة (أكيد طالبة مغتربة يا عينى ) فعلا (يا عينهم). وش مطلع لسان !!!
لا تسألوني عن العمل ؛ ليس السرية هي ما تمنعني عن الحديث عنه ...كلا البتة ؛ بل عدم الفهم العميق لمجريات الأمور ... أستطيع أن أنجو لو قضيت الخمس و عشرين سنة القادمة في قراءة عدد من المستندات التى تهتم بنظرية الأمن الإنساني .

أنا بعمل كده في نفسي ليه ؟؟؟ 
ربما لأن حجم الفراغ الذي تخلفه إجابة هذا السؤال داخل روحي تدفعني دفعا لاستهلاك نفسي في تحديات جديدة , تقنعني بعد فترة بأنني أفعل الصواب .

يارب ؛ و أنت العارفُ و أنا الجاهلةُ حتى الثمالة ... ضعني على طريقك و اهدني سواء السبيل .
  

هناك تعليقان (2):

  1. آمين
    مش عارفة اقول ايه! يا ريتني بعرف اكتب زيك بس انتي بتقولي كلام بينقط صدق
    وبردو ان شاء الله كله هيبقى كويس.
    اكتبي على طول متغبيش
    عايزة اعرف المنيا منك.

    ردحذف
    الردود
    1. شكرا يا قطر الندا :)
      بجد انا بحاول بالكتابة أغطي المساحات الفاضية الكتير في حياتي !
      ربنا يسهل عشمي في ربنا كبير .

      حذف